رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية
من الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا
الموضوع: مطالب طلابية تنتظر التنفيذ
فخامة رئيس الجمهورية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بعد ما يليق بمقامكم من التقدير والاحترام وبمناسبة لقاء الإفطار الذي جمعكم ببعض الطلبة داخل الفضاء الجامعي، والذي لم تشرك فيه النقابات الطلابية، التي خولها طلاب التعليم العالي تمثيلهم بحكم انتخابهم لها ودفاعها عن قضاياهم العادلة، وبعد تأكدنا من سعي الجهة المشرفة على الإفطار لتغييب الحقيقة عن فخامتكم وتقديم صورة براقة مصطنعة، والحيلولة دون لقائكم بالطلاب وممثليهم خوفا من ظهور زيف ادعائهم بعد فشلهم في توفير حياة كريمة للطلاب الموريتانيين، فإننا في المكتب التنفيذي للاتحاد قررنا أن نتوجه إلى فخامتكم بهذه الرسالة المفتوحة، لنذكّركم بالمطالب المشروعة لطلاب مؤسسات التعليم العالي الوطنية وطلابنا في الخارج، والتي ما تزال تنتظر التنفيذ رغم الوعود المتكررة من الوزارة والإدارات المعنية، ورغم الحاجة الملحّة إليها لضمان بيئة تعليمية تليق بشباب الوطن ومستقبلهم.
فخامة الرئيس لقد ظل طلاب مؤسسات التعليم العالي، يواجهون تحديات جسيمة تعيق مسيرتهم الأكاديمية، ورغم مطالباتنا المتكررة بتحسين الأوضاع، ما تزال العديد من هذه المطالب معلقة دون تنفيذ، ومن هذا المنطلق، نجدد التأكيد على ضرورة الاستجابة العاجلة للمطالب الأساسية التالية:
1. تغيير معايير المنح المجحفة: التي تحرم العديد من الطلاب المستحقين من حقهم في الدعم الأكاديمي، بما يضمن استفادة أكبر عدد من الطلاب منها.
2. صرف المساعدة الاجتماعية لغير الممنوحين:
وهي حق مكتسب تم تعطيله منذ سنوات، رغم حاجة الغالبية العظمى من الطلاب إليه.
3. زيادة عدد الباصات والمحطات: لضمان وصول الطلاب إلى مقرات دراستهم في ظروف مريحة ومنظمة، خصوصا الطلبة المقيمين في أطراف المدينة.
4. توفير الخدمات الجامعية للمؤسسات وسط العاصمة:
حيث يعاني طلاب هذه المؤسسات من انعدام النقل الجامعي والإسكان، ويعاني أغلبهم من غياب الإطعام.
5. تحسين خدمات المطعم الجامعي في المركب: من حيث الجودة والتنوع، ليكون ملائمًا ومناسبًا لاحتياجات الطلاب، فأقل ما يمكن قوله عن الوجبات المقدمة فيه أنها أداة يكتوي طلابنا بلظاها كل يوم ويتجرعون في سبيلها الكثير من الامتهان لكرامتهم في طوابير طويلة للحصول على وجبة لا تسمن ولا تغني من جوع وهي بالمناسبة بعيدة كل البعد عن التي قدمت لفخامتكم في الإفطار.
6. فتح المكتبة الجامعية المركزية: التي اكتمل بناؤها منذ أكثر من عشر سنوات، لكنها ما تزال مغلقة أمام الطلبة الباحثين ولم يستفد منها طالب واحد من بين آلاف الطلاب الذين دخلوا الجامعة وتخرجوا منها وهي مكتملة التشييد!!.
7. توسعة السكن الجامعي: لاستيعاب العدد المتزايد من الطلاب، بدل تركهم يعانون من الإيجارات المرتفعة وفتح السكن القديم الذي ما يزال مغلقا رغم الوعود المتكررة بفتحه.
8. الإسراع في إنشاء المستشفى الجامعي: لتمكين طلبة الطب من ممارسة التدريب في مؤسسة استشفائية تابعة للقطاع ولتوفير الرعاية الصحية للطلاب داخل الحرم الجامعي.
9. زيادة العروض الأكاديمية وتنويعها: بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية.
10. اكتتاب أساتذة جدد لسد النقص الحاصل: والذي يؤثر سلبًا على جودة التعليم والتأطير الأكاديمي وإكمال المقررات العلمية في أغلب المؤسسات.
11. تحديث المناهج الدراسية: لتواكب التطورات العلمية الحديثة وتتناسب مع متطلبات العصر.
12. تنفيذ اتفاقية التأمين الشامل للطلاب: حيث لم يستفد منها أي طالب حتى الآن رغم مشارفة العام الجامعي على الانتهاء.
13. تعميم الماستر: وفتحها في جميع التخصصات وتفعيل مدارس الدكتوراه المعطلة.
14. دمقرطة التعليم العالي وتفعيل المجالس التربوية والإدارية: وانتظام انتخابات تمثيل الطلاب.
12. تجهيز المختبرات العلمية: وتوفير المعدات الضرورية لتعزيز البحث العلمي والتجارب التطبيقية.
13. توفير تعويضات مالية لبحوث الخريجين: من مختلف المستويات، دعمًا للبحث الأكاديمي وتشجيعًا للابتكار العلمي.
14. توفير خدمات جامعية لمؤسسات الداخل: حيث يعاني أغلب هذه المؤسسات من غياب تام للخدمات الجامعية وتطبيق مجحف للمعايير الجديدة للمنح التي لايستفيد منها (معيار اللامركزية، والدعم الاجتماعي) سوى الحاصلين على الباكلوريا 2024، رغم ظروفهم القاسية وصعوبة الأعباء الجامعية.
15. إنصاف طلابنا في الخارج: حيث تم قطع المنح عنهم بعد خمسة أشهر من انطلاق العام الجامعي وتعليق آمالهم عليها، وهو ما يتناقض مع مبدإ عدم رجعية القانون، ويضع مستقبلهم في خطر خصوصا أن بعضهم سيكمل سبع سنوات في متابعة دراسته هناك في ظروف صعبة ودون أي منحة من طرف الدولة، وبسبب رزنامة قانونية مجحفة أقرتها الوزارة في قرار فردي ارتجالي يفتقد لكل مقومات التخطيط الاستراتيجي والعقلاني.
فخامة الرئيس،
إن هذه المطالب لا تعكس سوى جزء من معاناة الطالب الموريتاني، الذي يواجه يوميًا صعوبات عديدة بسبب غياب الخدمات الأساسية التي ينبغي أن تكون متاحة له، ليس كمزية، بل كحق مشروع تكفله القوانين المنظمة للتعليم العالي في بلادنا.
وفي هذا السياق، فإن إقصاء النقابات الطلابية من حضور لقاء الإفطار، رغم كونها الممثل الشرعي للطلاب، يبعث برسالة خاطئة حول حقيقة مطالب طلاب موريتانيا وتطلعاتهم.
إن تجاهل هذه المطالب أو التباطؤ في تنفيذها لا يخدم سوى تعميق الفجوة بين صناع القرار والطلاب، الذين يمثلون الركيزة الأساسية لمستقبل هذا البلد.
إننا في الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا، نؤكد مجددًا تمسكنا بهذه المطالب العادلة، وندعوكم، فخامة الرئيس، إلى التدخل العاجل لضمان تنفيذها في أقرب وقت، إيمانًا بأن بناء دولة قوية ومتطورة يعتمد أولًا وأخيرًا على تعليم جامعي متميز، يوفّر للطلاب بيئة أكاديمية محفزة ومتكاملة.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
عن الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا
الأمين العام: محمد يحيى المصطفى
حررت في نواكشوط 19 رمضان 1446هـ
الموافق20مارس 2025.