عطاء محمد أحمد... الشرطة واللغة العربية

بواسطة lminassa

الشرطة  واللغة العربية
اجتمع في يومنا هذا عيدان: أحدهما للغة العربية؛ والآخر للشرطة العربية، وإذ التقى الاحتفال بهما وتقارنا في طالع زماني واحد، فنرجو أن يكون طالع سعد للغة العربية، كما هو طالع سعد للشرطة العربية، وبعد أن تماسا فلا بأس بتذكير الشرطة بقليل مما تختزنه كتب اللغة العربية عنها: اسما وصيغة ومعنى واشتقاقا ووصفا مستحسنا في عناصرها، لنذكرها بأن اللغة العربية لا تجهلها، وأن العرب عرفوها وأنها خطة من خططهم اختطوها

أما الاسم فهو الشرطة بالشين المشددة المضمومة والراء الساكنة والطاء المفتوحة، وفيها لغة قليلة بفتح الراء كالرطَبة، وهو ما يفسر جواز الفتح في مفردها والمنسوب إليها، فيقال: شرْطي وشرَطي.
وجمعها شُرَط.
وأما صيغتها: فهي اسم جنس جمعي، يفرق بينه وبين مفرده بياء النسب، فيقال شرطي كما ذكرنا آنفا، و "أل" فيها لتعريف الحقيقة وللماهية، وقد اختلف في "أل" هذه هل هي  الجنسية أو العهدية، أو هي قسم مستقل بذاته، وإذا وردت في سياق فخر وحماس كما في خطب عيدها فقد تكون "أل" فيها للكمال، وأما التاء فيها فهو تاء تأنيث معنوي كالتاء من إحدى اللبن.
وأما معناها: فهو نخبة الجند، الذين يعدهم السلطان قديما -والأوطان حديثا - للخدمة وتنفيذ المهمات الجسام التي لا تحتمل غير النجاح، واشتقاقها من الشرَط وهو العلامة، لأنهم كانوا يتخذون شعارا يعرفون به، - ولعل الاسم الأعجمي  لها اشتق من أعجمي ءاخر نظير له-، أو من الشرْط وهو التقدم لأن الشرط هو اول الشيء ومقدمته، كما قيل في معنى أشراط الساعة.
ويسمى الشُّرَط أيضا بالوزَعة والأعوان والجلاوزة وولاة الأحداث.
وأما الصفات التي تستحسن في الشرطي، فقد احتفظت كتب الأدب بقول للحجاج عندما أعلن مباراة لاكتتاب شرطي نموذجي فقال في الشروط المطلوبة فيه: ( دائم العبوس، طويل الجلوس، سمين الأمانة، أعجف الخيانة، لا يحنق في الحق على حر أو حرة، تهون عليه سبال الأشراف في الشفاعات)
عيدا سعيدا لك يا لغة العرب، وعيدا سعيدا لك يا شرطة العرب

تصفح أيضا...