انطلقت صباح اليوم الأربعاء في مقر الأكاديمية الدبلوماسية بنواكشوط، أعمال الاجتماع التشاوري الثالث لتعزيز تنسيق مبادرة جهود السلام في السودان.
ويهدف هذا الاجتماع إلى مناقشة آخر المستجدات لاسيما مبادرات المساعي الحميدة والوساطة لاستعادة السلام والاستقرار في السودان، وبحث السبل المبتكرة لتعزيز آليات التنسيق ومواءمة الجهود للتغلب على أهم الصعوبات والتحديات، واعتماد بیان ختامي لإعادة التأكيد على التزام المشاركين بدعم نهج موحد لتعزيز تنسيق وتكامل جهود السلام في السودان.
ويشارك في الاجتماع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد رمطان لعمامرة ووفود من المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر والولايات المتحدة الامريكية وجيبوتي، إضافة إلى الاتحاد الافريقي والإيغاد والاتحاد الأوروبي.
وأوضح معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك، أن هذا الاجتماع التشاوري الثالث حول السودان الذي تحتضنه نواكشوط يأتي استكمالًا للمسار التوافقي الذي انطلق من القاهرة وتواصل بجيبوتي؛ مؤكدا أن غاية هذا المسار هو إيجاد حلول ناجعة للأزمة السودانية، ودعم جهود السلام والاستقرار في هذا البلد الشقيق.
وقال إن استضافة موريتانيا لهذا الاجتماع تأتي استجابة لطلب من الأمم المتحدة واستمرارًا للجهود المشتركة التي بدأت في الاجتماعين التشاوريين السابقين، في إطار تنسيق الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى دعم السودان الشقيق وتحقيق تطلعات شعبه المشروعة في الأمن والتنمية والسلام.
واستحضر الوزير في هذا السياق، الفقرة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة، التي تؤكد أهمية تسوية النزاعات بطرق سلمية تحفظ السلم والأمن الدوليين، وتعزز احترام السيادة الوطنية للدول.
وأضاف أن انعقاد هذا الاجتماع في بلادنا، يترجم، من جهة أخرى، حرص فخامة رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الإفريقي السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على المشاركة الفاعلة في أي جهد جاد يهدف إلى تذليل العقبات التي تعترض العملية السلمية في هذا البلد الشقيق، انطلاقاً من الروابط التاريخية العميقة وأواصر الأخوة الراسخة التي تجمع بين الشعبين الموريتاني والسوداني، والتي تستلزم وقوف موريتانيا الدائم إلى جانب أشقائها في السودان.
وقال إن الاجتماعين السابقين في القاهرة وجيبوتي شكلا حجر أساس مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق في التعامل مع الأزمة السودانية، مبرزا أن اجتماع القاهرة تمخضت عنه توصيات جوهرية، أعقبتها خطوات عملية عززت مسار العمل المشترك خلال اجتماع جيبوتي، حيث أكد المشاركون على أهمية توحيد الجهود وضمان إشراك جميع الأطراف الفاعلة في عملية السلام.
وذكر في هذا المقام بالمبادئ الأساسية التي تؤكد على المحافظة على وحدة السودان وسلامة أراضيه وسيادته ومؤسساته الوطنية، والدعوة إلى مسار سياسي شامل يدفع باتجاه إرساء دعائم الحكم الرشيد والسلم المجتمعي.
وبدوره أوضح سفير جيبوتي لدى السودان السيد عيسى خيري روبله، أن الاجتماع اليوم في نواكشوط يأتي في إطار الاجتماع التشاوري الثالث للوسطاء الإقليميين والدوليين حول السودان، حيث يأتي في مرحلة دقيقة وحساسة، مضيفا أن لجمهورية جيبوتي الشرف الكبير باستضافة الاجتماع التشاوري الثاني أو ما يعرف بـ "خلوة الوسطاء"، الذي انعقد في العاصمة جيبوتي يومي 25 و26 يوليو الماضي، برئاسة معالي الدكتور رمطان العمامرة، وبمشاركة الوسطاء الإقليميين والدوليين، وكان الهدف منه توحيد الجهود الدولية وبحث المبادرات الرامية إلى إحلال السلام في السودان وبلورة رؤية مشتركة تساهم في إنهاء الأزمة الراهنة.