من غرفة ضيقة إلى منزل الأحلام.. "السداد" يغير حياة ميصار الطالب الجامعي الفقير

بواسطة lminassa

المنصة - نواكشوط :

في أحد أحياء نواكشوط الشعبية، وتحديدًا داخل غرفة ضيقة مستأجرة بالكاد تتسع لشخصين، كان الشاب ميصار محمد، طالب في كلية الآداب بجامعة نواكشوط، يخلد للنوم بعد يومٍ طويلٍ منهك بين محاضرات الجامعة ومقاعد باصات النقل .

ميصار، القادم من عمق ولاية كيديماغا، حيث تعاني القرى من التهميش والفقر وغياب الخدمات الأساسية، لم يكن يتوقع أن يحمل له الليل خبرًا يُبدّد سنوات التعب ويبدّل واقعه البائس بلمحة قدرية مفاجئة.

في لحظة صمت وسكون، رن هاتفه بتواصل غريب من تطبيق "السداد" التابع للبنك الموريتاني للاستثمار. أخبره المتصل بأن اسمه خرج في قرعة "منزل الأحلام" التي كانت تُبثّ مباشرة عبر قناة محلية ومواقع التواصل الاجتماعي. لم يصدق الأمر، وردّ متلعثمًا، وهو يحاول أن يتهرب من المكالمة التي ظنها نوعًا من المزاح الثقيل أو الاحتيال الرقمي.

لكن لحظات قليلة فقط كانت كفيلة بقلب الموازين… إذ اندفع أصدقاءه الذين يقطنون معه في الحي الفقير نحوه، يهتفون: "ميصار! رقمك طلع، شفناه في البث المباشر! أنت ربحت فعلاً منزل الأحلام!"

تجمّعوا حوله، وبدأت دموع الدهشة والفرح تنساب على وجنتيه، لم يكن يصدّق بعد… هل من الممكن أن يتحول حلم السكن الكريم من أمنية بعيدة إلى حقيقة بلمح البصر؟!

لم يطل الوقت، واصطحبه زملاؤه إلى مقر السحب، وهناك استُقبل بحفاوة… وتمّ تسليمه مفاتيح المنزل الجديد وسط تصفيق الحاضرين وعدسات الكاميرات، بينما هو لا يزال تحت تأثير المفاجأة.

ميصار، الذي اعتاد أن يعود من الجامعة إلى غرفة بالكاد تتسع لفراشين، أصبح الآن مالكًا لمنزل متكامل، فيه فسحة من الكرامة، والراحة، والاستقرار.

قصته لم تكن مجرد فوز عابر في سحب عشوائي، بل كانت رسالة مدوّية بأن الأمل موجود، وأن للقلوب الصابرة نهاية سعيدة، وإن طال الطريق.

#المنصة