المنصة - نواكشوط :
في زمن تتجه فيه أنظار الشباب إلى منصات التواصل الاجتماعي لأغراض الترفيه، برز الشاب العشريني محمد ولد النيني بنهج مختلف، حيث اختار توظيف منصة "تيك توك" لبث محتوى ديني فقهي، يهدف من خلاله إلى تعليم الناس الأحكام الشرعية وتيسير الفهم الديني بلغة معاصرة.
ويُعد محمد نجل العلامة أحمد ولد النيني، أحد أبرز العلماء والدعاة الذين عرفهم الموريتانيون من خلال وسائل الإعلام التقليدية منذ تسعينات القرن الماضي، حيث ظل لسنوات يقدّم دروسًا ومحاضرات دينية عبر الإذاعة والتلفزيون، وكان له حضور واسع في المجالس الفقهية والنقاشات العلمية.
واليوم، يُكمل الابن مسيرة والده لكن بأسلوب يواكب العصر، حيث يعتمد على مقاطع قصيرة موجهة إلى جمهور "تيك توك"، يشرح فيها بأسلوب مبسط ودقيق قضايا تتعلق بالوضوء، الصلاة، الزكاة، الصوم الحج المعاملات، وغير ذلك من مسائل الفقه الإسلامي.
وقال متابعون إن الشاب يتميز بأسلوبه الهادئ وطرحه المدعوم بالأدلة الشرعية، ما جعله يحظى بإقبال متزايد من المتابعين الشباب، الذين وجدوا في محتواه نافذة للتعلم والتزود بالمعرفة الدينية في قالب سهل وسلس.
وقد أشاد عدد من المهتمين بالمجال الدعوي بما يقوم به محمد ولد النيني، معتبرين أن مبادرته تُجسد امتدادًا طبيعيًا لمدرسة والده العلمية، وتعكس قدرة الجيل الجديد على توظيف الوسائل الحديثة في خدمة الرسالة الإسلامية.
ومع تصاعد التأثير الرقمي في تشكيل الوعي، يبرز هذا النموذج الشبابي كدليل على أن القيم الدينية لا تزال تجد طريقها إلى القلوب، حينما تُقدّم بلغة الزمن وروح العصر.
