المنصة - نواكشوط ٣
في مشهد غير متوقع هزّ الشارع الموريتاني، تحوّل مقر مطعم "ابلاسيو" الشهير في نواكشوط إلى محظرة لتدريس القرآن الكريم، بعد أن أعلن صاحبه قبل أسابيع عن إغلاقه المفاجئ، مصحوبًا بتدوينة مقتضبة أعلن فيها "توبةً نصوحًا" وابتعادًا عن ما أسماه "دروب الدنيا وزخرفها".
وكان مطعم "ابلاسيو" يُعد من أنجح وأشهر المطاعم في العاصمة، يستقطب الزبائن من مختلف المشارب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويُعرف بخدماته الراقية وأجوائه المميزة، حتى أن اسمه بات جزءًا من الثقافة الشعبية الحضرية.
قرار الإغلاق المفاجئ شكّل صدمة للكثير من رواده، خاصة مع غياب أي تلميح مسبق عن نية الإغلاق، ما فتح باب التكهنات والتساؤلات على مصراعيه. لكنّ الإعلان الجديد عن تحويل المكان إلى "محظرة" كان أشدّ وقعًا، إذ لم يكن في الحسبان أن يتحول مطعم كان رمزًا للرفاهية إلى فضاء روحاني لتعليم كتاب الله.
وأظهرت صورٌ تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي إزالة تجهيزات المطعم، وتعليق اعلان على عن بدإ تسجيل الطلاب الراغبين في حفظ القرآن الكريم.
صاحب المطعم، الذي فضّل الابتعاد عن الأضواء، لقي قراره ترحيبًا من عدد من المواطنين، معتبرين الخطوة "تحولًا مباركًا من ملذات الدنيا إلى أنوار الآخرة"، بينما عبّر آخرون عن دهشتهم من التحول المفاجئ، وتساءلوا عن الأسباب الكامنة خلفه.
التحوّل من "أبلاسيو" المطعم إلى "أبلاسيو" المحظرة يفتح نقاشًا واسعًا في الشارع الموريتاني حول معنى التوبة، والتخلي عن نمط حياة معين، واختيارات الإنسان حين يتعلق الأمر بالروح والقيم.
#المنصة