من نواكشوط إلى قرطاج.. الكرامة تنتصر
بقلم ابراهيم ولد اعل
عندما كنتُ في تونس قبل أيام، استوقفني قرارٌ جريء من الرئيس التونسي قيس سعيّد بإلغاء نظام "المناولة"، وما تبِعه من تصويت البرلمان التونسي عليه. قرارٌ يمسّ صميم الحياة الكريمة للإنسان، ويعيد تعريف العلاقة بين العامل والدولة على أساس من العدالة والاحترام.
كتمتُ في نفسي عَبْرةَ غيرةٍ نبيلة، وأنا أُطلّ من قرطاج نحو نواكشوط، متمنّيًا أن تهبّ علينا نسائم مشابهة تُنصف عمالنا وتردّ إليهم بعض ما سُلب منهم في صمت العقود.
وما هي إلا أيام، حتى أعاد لي قرار فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني اعتباري واعتزازي وتوازني، حين وقّع على مرسوم يُرسِّم أكثر من 3000 عامل من ضحايا التعاقد المزمن. كأنما القدر أراد أن يقول: في موريتانيا أيضًا، تُرسم كرامة الإنسان بمداد السيادة والقرار الوطني الشجاع.
في لحظةٍ واحدة، ومن بلدين عربيين مختلفين، وصلنا خبران يهزان الأرض تحت "اقتصاد الهشاشة":
في كلا البلدين، تحرّكت الدولة لصالح الكادحين، لا عبر شعارات فضفاضة، بل بقرارات ملموسة تعيد للإنسان قيمته في سوق العمل.
لكن الإنصاف يقتضي القول: الغزواني سبق الجميع.
فبينما اختارت تونس المسار البرلماني، اختارت موريتانيا قرار الدولة الرئاسية الحاسمة، بهدوء وبلا صخب.
فخامة الرئيس الغزواني لا يحتاج إلى ضجيج، فقراراته تتكلم بصوت الكرامة والعدالة.