الناها بنت هارون ولد الشيخ سيديا

بواسطة lminassa

 


شابة طموحة، من بيتٍ ساهم في بناء هذا الوطن منذ فجر تأسيسه. لم تكن يومًا عابرة في المشهد العام، بل كانت حاضرة بقوة، في الحكومة كما في المجتمع.
تنحاز دومًا لقضايا الناس، وتؤمن بأن الكلمة موقف، وأن الصمت تواطؤ.

الناها لم تختبئ خلف المناصب، ولم تغادر لتتنعم بشبابها وخبرتها خارج حدود الوطن، بل اختارت أن تبقى هنا، في قلب المعركة؛ تناضل بالكلمة، والموقف، والعمل… وسط بيئة لا ترحم الناجحين، ولا تحمي الصادقين.

وقفت مع الشباب المحروم، من أبناء لحراطين وغيرهم. دفعت بهم إلى الأمام، ساعدتهم على التوظيف، دعمتهم في التعيينات، وكانت صوتهم حين لم يكن لهم صوت.

لكنها لم تفعل كل ذلك انتظارًا لولاءٍ أو تبجيل، بل فعلته لأنها تؤمن أن هذا الوطن يتّسع للجميع، وأن الإنصاف لا يُنتظر عليه الجزاء، بل يُؤمن به.

نعود قليلًا إلى الوراء…
مدينة بوتلميت كانت مقبرة سياسية واجتماعية لسنوات، يتغذى أطرها على اسمها دون أن يقدّموا لها شيئًا.
ثم جاءت الناها، فحركت المشهد، وأحيت المدينة، وفتحت أبواب الأمل والعمل، وأعادت إلى بوتلميت دورها ومكانتها.

لكن لم يرضَ الجميع بهذا التغيير.
بوتلميت كانت مختطفة من قبل أقلية ومن يدور في فلكهم. لم يستوعبوا أن امرأة، ومن الزوايا، تزاحمهم في الميدان وتفرض وجودها بثبات.

حاربوا الناها بنت هارون حين كانت وزيرة، وظنّوا أن خروجها من المنصب هو نهايتها. لكنها واصلت، فاشتد الهجوم، وكثُر التآمر… لأنها ببساطة كسرت المألوف، وأربكت الحسابات.

لكن ما لا يفهمه خصومها هو أن الناها ليست مجرد اسم…
إنها فكرة، وشجاعة، وموقف.
والأفكار لا تموت، والشجعان لا يُهزمون.

الناها مستمرة، لأنها خرجت من رحم الناس، ووقفت مع الحق.
وسيبقى اسمها ما بقي الإنصاف والمواقف الحرة.

بقلم : الشيخ بوي بن محمد